تتغير مفهوم التقاعد في العالم الجديد، حيث يتجه الشيوخ نحو نمط الحياة البيئي بعد جائحة كورونا. هذا المقال يستعرض كيف يمكن لحياة صديقة للبيئة أن تساهم في تحسين جودة الحياة لكبار السن وأهمية تبني هذا النمط الجديد في فترة ما بعد الوباء.
التقاعد هو ليس مجرد نهاية لمرحلة العمل، بل بداية لفرصة جديدة لاستكشاف الذات وأسلوب حياة مختلف. بدلاً من الانتقال إلى مراكز التقاعد التقليدية، يجد كبار السن في الأعوام الأخيرة تشجيعًا أكبر للانتقال إلى مجتمعات صديقة للبيئة.
شهدت جائحة كورونا تغييرات جذرية في حياتنا اليومية. وفقًا لدراسة أجريت في عام 2021، أظهرت أن 60% من كبار السن في الدول المتقدمة يرغبون في تغيير نمط حياتهم وتبني أسلوب أكثر استدامة. من تلك اللحظة، بدأ كبار السن في إعادة التفكير في خياراتهم السكنية والغذائية والترفيهية.
هناك العديد من المراكز السكنية الصديقة للبيئة التي أصبحت شعبية متزايدة. تقدم هذه المراكز خيارات مثل الزراعة العضوية، الممارسات الخضراء في البناء، والمرافق التي تدعم أسلوب الحياة الصحي. وفقاً لدراسة من مكتب الإحصاءات الوطنية، يزيد الطلب على المراكز الصديقة للبيئة بنسبة 25% سنويًا.
عندما نتحدث عن الحياة المستدامة، نجد أن فوائدها لكبار السن تتجاوز مجرد الممارسات البيئية. فهي تساعد في تعزيز الصحة البدنية والعقلية. وفقًا لدراسة من جامعة هارفارد، يعيش الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة صحي لمدة 7 سنوات إضافية مقارنة بمن لا يفعلون ذلك.
لنأخذ مثالاً على ذلك "سمية"، امرأة في السبعين من عمرها، انتقلت إلى مجتمع سكني صديق للبيئة بعد التقاعد. قالت: "لقد شعرت بأنني ولدت من جديد! الزراعة من حولي تجلب لي السعادة، وأنا أستمتع بالتواجد في الطبيعة كل يوم." هي اليوم جزء من مجموعة من كبار السن الذين يزرعون الخضار والفواكه سويًا.
التوجه نحو الأغذية العضوية ليس فقط شائعاً بين الشباب، بل يمتد أيضًا لكبار السن. تشير الأبحاث إلى أن استهلاك الأغذية العضوية قد يزيد من الصحة العامة وكفاءة الجهاز المناعي، خاصةً لدى كبار السن، الذين قد يكونون عرضة للأمراض.
لم يعد كبار السن مضطرين للبقاء في منازلهم أو التفاعل بشكل محدود مع الآخرين. في مجتمعاتهم الجديدة، تشتمل الأنشطة على ورش للطبخ الصحي، وهياكل يوغا، وفرق زراعة مشتركة. وهذا يعزز من الروابط الاجتماعية في مناسبات ممتعة.
إذا كنت تعتقد أن كبار السن ليسوا في وضع يمكنهم فيه تقديم مساهمة في الحفاظ على البيئة، فأنت مخطئ تمامًا. يعيش الأشخاص في هذه الشريحة العمرية تجارب قيمة وقدرة على إحداث تأثير إيجابي. إحصائيات تجربة العيش المستدام تظهر أن الأفراد الذين ينخرطون في الممارسات البيئية هم أكثر عرضة للإحساس بالسعادة ووجود شعور قوي بالهدف.
إن العيش المستدام يوفر فوائد اقتصادية أيضاً. من خلال تقليل الاعتماد على المواد الغذائية من الخارج واستثمار في الزراعة المحلية، يمكن لكبار السن تحسين وضعهم المالي في التقاعد. في بعض المجتمعات، يساهم كبار السن بنحو 2000 دولار سنوياً في الاقتصاد المحلي من خلال الزراعة التعاونية والأنشطة المجتمعية.
في النهاية، يمكن اعتبار التوجه نحو الحياة المستدامة بعد جائحة كورونا خياراً صائباً لكبار السن. هذا ليس مجرد تقاعد في عزلة، بل فرصة لاكتشاف مجتمعات جديدة وصحية. دعونا نستعد لصنع المستقبل الأخضر معاً، في مرحلة التقاعد أو غيرها، ولنبدأ هذه الرحلة من الرفاهية والمتعة.